نحو عيش كريم وحقوق محفوظة لكل لاجىء في اليمن وفي داخل مخيمات اللاجئين ، ساهمت جمعية التكافل الإنساني نحو تحقيق الأهداف التي تسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لتحقيقها للاجئين إلى جانب منظمات العمل الإنساني المحلية والدولية ،وقد بدأت جمعية التكافل مساهمتها في هذه العملية في مخيم خرز في العام 2002 ،أي بعد أقل من سنتين من افتتاح المخيم بشكل رسمي .

 

يقع مخيم خرز في محافظة لحج، مديرية المضاربة غرب  محافظة عدن ويبعد عنها  136 كيلو متر.

ويضم حوالي 17 ألف لاجئ مقيم فيها بشكل دائم 50 % منهم تقريباً من الأطفال.

إنَ مثل هذا العدد الكبير للاجئين في مخيم تصل مساحته إلى أقل من 1.5  كيلو مترمربع بحاجة إلى اهتمام كبير  من كافة النواحي، من بيئة صحية ملائمة ومياه نظيفة وتوفير خدمات تعليمية وصحية حيث يبعد المخيم عن أقرب مدينة مسافة 136 كيلو متر، لذا يعتبر المخيم بمثابة مدينة كبيرة تحتاج إلى كافة الخدمات اللازمة لإيجاد حياة كريمة للساكنين وتعويضهم عن جزء مما فقدوه من حياة كريمة في وطنهم الأصلي .

بلا شك توفير هذه الخدمات الضرورية لسكان  المخيم بشكل دائم خلال أيام الأسبوع يحتاج لجهد غير عادي ، ولهذا فإن جمعية التكافل شاركت منذ إنشاء المخيم في إيجاد بنية تحتية قوية تستوعب أكبر عددٍ من الساكنين ،لمواجهة أسوأ الظروف التي يمكن أن تحدث ، ولهذا فإن أهم الخدمات الحيوية التي ترتكز عليها الحياة اليومية للاجئين في المخيم تنفذ تحت إشراف جمعية التكافل الإنساني ، مثل برنامج التغذية في المخيم (تغذية المدارس ، تغذية الواصلين الجدد ، تغذية الحالات الخاصة)، التوزيع الشهري للمواد الغذائية لكافة سكان المخيم ، توفير المياه ، توفير الإنارة للمخيم ،وخدمات الكهرباء في المدارس، والمستشفى ، وسكن الموظفين ،خدمات الصرف الصحي ،النظافة العامة في المخيم ، مكافحة الحشرات داخل المخيم ، توزيع المواد غير الغذائية ، وغيرها من المهام الجسيمة.

وقد نجحت الجمعية في تأمين تلك الخدمات على مدار السنوات التسع الماضية منذ 2002 وحتى الآن حيث واجهت أقسى الظروف في كافة المراحل ولم تتأثر الخدمات المقدمة للاجئين على الإطلاق ، وهذا يعود إلى توفيق من الله أولا ثم إلى وجود الكادر ذو الكفاءة العالية من موظفي الجمعية الذي وصل إلى حد الاحتراف في تأدية العمل الإنساني تحت أي ظرف كان.

تعتبر جميع مشاريع الجمعية ناجحة بنسبة  100% ، والأهم أن مشاريعنا في مخيم خرز تنفذ بأيدي اللاجئين بنسبة قد تصل إلى 80% ،وهذا يجعل الخدمات مستمرة على مدار الساعة وتحت أي ظرف كان لأن اللاجئين يخدمون أنفسهم بمشاركتهم العاليه ، وهذا يضفي على مشروعنا في خرز عدة صفات أهمها:

  • شعور اللاجئين بمسؤوليتهم الكبيرة نحو إخوانهم في المخيم من خلال مشاركتهم الواسعة في عملية التنفيذ
  • تحسين وضعهم المعيشي من خلال تقاضي أجور لشريحة كبيرة منهم من خلال توظيفهم في كافة أقسام المشروع لتنفيذ المهام اليومية ، وأيضا مشاركة كثير منهم بالأجر اليومي في كافة الأعمال داخل المخيم
  • خفض نفقات المشروع  الإدارية من خلال المشاركة الفعالة للاجئين في التنفيذ ،واستغلال ذلك الترشيد في الإنفاق لزيادة الخدمات للاجئين كماً ونوعًا
  • تخرج كثير من اللاجئين بحرف مهنية من خلال تدريبهم على كافة الأعمال بخبرات نجلبها من خارج المخيم بحيث أصبح لدينا كافة الكفاءات من اللاجئين والتي نحتاجها في كافة المجالات وأعمالنا اليومية ، مثال المهندسين الحدادين النجارين السائقين الفنيين في كل المجالات

إنَ جمعية التكافل تعمل ليل نهار حتى يصل اللاجئين إلى إدارة شئونهم في المخيم بأنفسهم وتشجيعهم على أكبر قدر من المشاركة في تنفيذ المشاريع داخل المخيم ، وهي أهداف بدأت تتحقق بالفعل.

جمعية التكافل الإنساني تتبنى قضايا اللاجئين كل ماحانت لها الفرصة سواء في الداخل أو الخارج  بما في ذلك الحث المستمر للمجتمع الدولي بحل قضية الصومال الرئيسية وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الشقيق لكي ينعموا أبنائه بعيش كريم في وطنهم ، ونتمنى أن يتحقق لهم ذلك عما قريب .